المخطوطات جواهر أنتجتها عقول السابقين؛ من العلماء والحكماء والمفكرين، ممن اتشحوا بالعلم والمعرفة، وانتشر نتاجهم حتى ملأت آثارهم أصقاع المعمورة، وحق هؤلاء الأجداد على أحفادهم التنويه بذلك الجهد الذي بذلوه، ونشر عناوين لتلك الآثار الحميدة، والأعمال الفريدة.
وقد قامت سقيفة الصفا العلمية مشكورة بأعمال عظيمة في مجال فهرسة المخطوطات لمكتبات عريقة مهمة؛ كفهرس مكتبة السليمانية، وفهرس مكتبة راغب باشا، وفهرس المكتبة الأزهرية، كما قامت بتعريب بعض الفهارس؛ مثل فهرس برنستون، والمكتبة الملكية بالنمسا.
وها هي تطل علينا ببشرى جديدة، وبعمل مبارك؛ إنه فهرس مخطوطات دار المثنوي العامرة، بمدينة الأستانة الباهرة، وهذه المكتبة تضم الكثير من نفائس المخطوطات وروائع التراث الإسلامي، وكان السلطان عبد الحميد رحمه الله تعالى قد أمر بإنشاء دفتر حميدي ضمن سجل ضخم ضم دفترين لمكتبة فيض الله، ومكتبة قلقان دلنلي إسماعيل آغا بن يوسف، تضمنت تلك الدفاتر: أسماء الكتب المحفوظة في تلك المكتبات، وأسماء المؤلفين.
وهذه المكتبة درة مكنونة لم تثقب، فقيَّض الله لها سقيفة الصفا العلمية، فشمرت عن ساعدها، وواصلت العمل ليل نهار حتى ظهرت ثمار ذلك العمل.
جزى الله خيراً كل من عمل أو ساعد، أو ساهم أو يسَّر، أو شارك أو بذل في إتمام هذا العمل المبارك؛ فقد قاموا بإنجاز هذا العمل، وبذلوا جهداً لا يستهان به.
مع خدمات إضافية لهذا الفهرس: من وجود كشافات عدة بلغت (13) كشافاً، أهمها: كشاف ألفبائي بأسماء المخطوطات مرقم بأرقام متسلسلة بجوار الرقم الحميدي، وكشاف آخر بأسماء المؤلفين والناسخين والمالكين، وغير ذلك مما تقر به أعين الناظرين، وتفرح به قلوب الباحثين، ونحيل أجرهم على رب العالمين.