en

خدماتنا

ماذا نقدم لكم؟

خدماتنا



تعرف على خدماتنا

خدمة المخطوطات

خدمة البحث العلمي

حوار الحضارات

إن هذه المؤسسة الخيرية أولت هذا المشروع العناية الفائقة وجعلته من أولويات أنشطتها . لما لذلك من أهمية قصوى، وتلافياً لذلك التقصير المقيت الذي تهاوت إليه أمتنا في عصر الانحطاط . حتى إن بعض كتب المشاهر من أئمتنا لا توجد أصولها إلا في العالم الغربي. وخدمة المخطوطات كما هو معلوم تتمّ من خلال هذه المحاور:

الحفظ والترميم :

ويعني إصلاح ماشارف على التلف، وتقويم ما غيرته عوادي الزمن، و الحفاظ على الأصول بالطرق والوسائل التي تضمن سلامتها من التلف، وإبقاءها قدر الإمكان على النحو المرضي، دون أن تعبث بها أدواء العوارض.ومحاربة هذه الأدواء بالوسائل الحديثة ، بحيث نضمن صمودها مستقبلاً في وجه عوادي الزمن ، لأن هذه الكنوز الثمينة معالم حضارتنا ، وحلقة الوصل بيننا وبين الماضي.

 

التّصوير:

فهذا أمرٌ ضروري يعد من الوسائل المهمة لحفظ التراث. وطريق مأمون للوصول إلى المحفوظات العالمية. ووسلة ميسرة للباحثين. ولولا هذه الوسيلة لما تيسر نشر كثير من التراث الإسلامي. لأنه لا يسهل على كل أحد حيازة الأصول ، بل ولا النقل المباشر منها إلا بتجشم مشاق ربما تؤدي إلى الإحجام عن تحقيقها ونشرها. فبخدمة التصوير استطاع الباحثون الحصول على أكثر من نسخة للمقارنة والاطمئنان إلى ماينقلون. ولذلك هرعت المراكز العلمية إلى تصوير ماقدرت على تصوير من المخطوطات.

 

الفهرسة :

وهذا المحور من الأهمية بمكان. وهو أول ما تقع عليه عين الباحث ، وبواسطته يتجلى المستور ، ويعرف الأصل البعيد. وتحصل به المعرفة الأولية للكتاب ومؤلفهن وعن أي فن يتحدث وربما عن خصائصه أحياناً بحسب نهج الفهرسة. وغالباً يعطي توصيفاً كاملاً عن الكتاب ، فيفيد الناظر فيه من أول وهلة بصورة إجمالية. ولأهمية هذه الفهرسة فإن سائر المكتبات في العالم تحتفظ لنفسها بفهرست لمكتباتها ، وأحياناً لمكتبات الغير. إلا أن المناهج تتنوع من حيث الترتيب الفهرسي والاهتمام بهذا المحور ليكون دليلاً مضيئاً للناظر فيه يكشف عن محتوى المكتبة من المخطوطات المصورة من الأنحاء كافة ، بل وعن المراجع الأساسية المطبوعة التي تحتوي عليها مكتبة المؤسسة. وستكون الفهارس واضحة المعالم ، سهلة المنال على الناظر فيها ، وافية بالغرض ، لأن تحريرها سيكون بأيدي مختصين ، ونبلاء مثقفين. وبما أن مكتبة المؤسسة تضم صور مخطوطات ومطبوعات .. فإن الفهرست سيكون مكوناً من شقين: أحدهما: يرسل أشعة البيان على المخطوطات والشق الآخر: يتعلق بالمطبوعات

 

النشر:

لا مراء أن البحث العلمي هو عملية علمية تجمع لها الحقائق والدراسات، وتستوفي فيها العناصر المادية والمعنوية حول موضع معين دقيق في مجال التخصص، لفحصها وفق مناهج عليمة مقررة يكون للباحث منها موقف معين ليتوصل من كل ذلك إلى نتائج جديدة. وهي مايطلق عليها ثمرة البحث. وهو مايتميز بخصائص ، من أهمها: الموضوعية ، والتوصل إلى الحقيقة كما هي مؤيدة بالأدلة والشواهد ، بعيدة عن المؤثرات الشخصية والخارجية التي من شأنها أن تغير الموازين. ولما كان للبحث العلمي أهمية ، ولتحقيق التراث آثاره الإيجابية التي لا تقف عند حد معين .. فإن المؤسسة ارتأت أن تسير في خدمة البحث والتحقيق العلميين في خطين متوازين أحدهما يدعم الآخر ويسنده:

دعم بعض المؤسسات البحثية المتخصصة دعماً مباشراً :

لاستمرارها وفق المعايير والضوابط العلمية المتميزة لأمثال هؤلاء الباحثين. ارتقاء بمهنة التحقيق وسمواً بعملية البحث إلى المستوى المنشود. وذلك في مختلف أنشطة البحوث العلمية.

 

التشجيع لكل المساهمين في هذا المجال:

تشجيع سائر من يقوم من المؤهلين بالتحقيق العلمي لكنوز التراث و الاسهام في هذا الميدان إسهاماً ملموساً. ومن ذلك الدعم المادي في سبيل أن يعرف هذا المخطوط طريقه للنشر ولكن وفق معايير وضوابط المؤسسة المهتمة بالرقي العلمي. هذا بالإضافة إلى أن المؤسسة إذا عثرت على بحث علمي في أي مجال من المجالات المعرفية ، وتوافرت فيه المواصفات والمعايير الأساسية للبحث المتميز ، وكان حرياً بأن يرقى إلى مستوى النشر والذيوع ، لكنوه مثلاً يناقش نقطة مهمة ، ويجلو عنها غبار الإشكال ، ويعود بالنفع على المجتمع .. فإن المؤسسة على إستعداد لدعم هذا البحث دعماً تاماً بما فيه إخراجه في حلل الطباعة رافلاً ، ليعم نفعه ، ويحمد أثره.

هذا هو ثالث الأقسام التي تبنت المؤسسة الخيرية العناية بها ودعمها لتكون أداة فعالة في تثقيف الأمة الإسلامية بمن سواها ممن يقاسمها الحياة على كوكبنا الأرض. ويراد بالحوار والجدال في المصطلح العام: مناقشة بين طرفين أو أطراف يقصد بها تصحيح كلام ، وإظهار حجة ، وإثبات حق ، ودفع شبهة ، ورد الفاسد من القول والرأي. وقد يكون من الوسائل في ذلك الطرق المنطقية ، والقياسات الجدلية ، من المقدمات والمسلمات مما هو مبسوط في كتب المنطق وآداب البحث والمناظرة. والغاية من الحوار بهذا المعنى: إقامة الحجة ، ودفع الشبهة والفاسد من القول والرأي. فهو تعاون من المتناظرين على معرفة الحقيقة والتوصل إليها والسير بطرق الاستدلال الصحيح للوصول إلى الحق. ولا مراء أن الإسلام واسع الصدر في هذا الميدان لكل نقاش منصف بريء من الهوى والتعصب ، يتقبل أي نقاش متجرد ينشد الحقيقة. ومع أن التشريع الإسلامي لا يضيق ذرعاً بالطرف الآخر كما أسلفنا .. إلا أن الحوار الذي نقصده هنا يختلف عن قضايا النقاش والمجادلة ، ويبتعد عن التحاور الجدلي الذي يهدف إلى إقامة الحجج والبراهين ، ودمغ المحاور من خلال نصب الأدلة. بل المقصود هنا معنى مجازي للحوار وهو إنشاء مكتبة متخصصة تضم أهم كتب الديانات السماوية والحضارات القديمة. وتحتوي على دراسة هذه الأديان والتعريف بها على النحو التي هي عليه بغض النظر عن الاعتقاد ببطلانها. والذي دفع إلى إبراز هذه الفكرة إلى حيز الوجود والقيام بإنشاء هذه المكتبة عدة عوامل:

أولاً:

إن عصر النهضة الحديثة فتح أبواب التقارب المعرفي على مصراعيه حتى كاد البعد الجغرافي يتلاشى ، لوفرة وسائل الإتصال المباشر ، وتداني الأفكار، الأمر الذي يتطلب من مثقفينا أن يكون عندهم إلمام كاف بنمط هذه الديانات وتصوراتها للوجود ، وما يتصل بذلك ، لتكون مزودة بسلاح العلم ، تغترفه من أصوله ، وتتلقفه من منابعه. ذلك لأن أئمتنا الذين كتبوا لنا عن بعض الأديان ، كإبن حزم والشهرستاني وغيرهما .. لم تكن كافية للتصور التام لتلك الديانات ، إضافة إلى قصورها وعدم شمولها.

ثانياً:

إن هذه القناة التي ترفد مفكرينا بأصول الأديان الأخرى وتفاصيل تصوراتهم ، وتسبح بهم في تبيان تلك الأديان من مواردهم الأصلية .. تجعل العالم المسلم قديراً على الخوض في تلك الميادين بمعرفة أصيلة ، واستمداد مما يعتبرونه عندهم من المسلمات. لا سيما ومصادرنا في الفرق والأديان التي تحدثت عن ديانات تعد على الأصابع ، كان عرضها إشارات مجردة ، وتعاريف موجزة لا تشفي ولا تكفي من ناحية ، ومن ناحية أخرى إنما تحدثت عن ذكرهم في جهة معينة ، ولبعد العهد كانت هناك حركات تطور فكرية لم تواكبها تلك الأقلام.

ثالثاً:

إن وجود مكتبة تعنى بالفكر العالمي الديني من حيث إيجاد أصوله والعناية بوسائل تقريبه إلى الأذهان ، كالترجمة ونحوها .. إنما تبصرنا – معشر المسلمين – بتصورات هؤلاء الذين نعيش معهم على كوكب واحد. وتجعلنا عند الالتقاء على ساحة التحاور قادرين على الأخذ والإعطاء معهم ن والقدرة على معرفة التباين بين الناس في عقولهم ومدركاتهم. وهذا مايعين على وضع معالم للحق عند المجادلة ، ومنائر للنهج السوي عند المحاورة. ونحن نشاهد في القنوات الفضائية حوارات مفتوحة ، ومناقشات مبثوثة ، فنلمس تشبع المحاور من نصوص القوم الذين يحاورهم ، وكان يلزمهم من نصوص أصولهم. وهذه من الفوائد الجلى لإنشاء مكتبة أديان ، أو ما أسميناه مجازاً: حوار الأديان.

رابعاً:

أن الأئمة الفحول الذين قارعوا أهل الكتاب بالحجج والبراهين ، وحاوروهم بالحكمة والموعظة الحسنة لإحقاق الحق .. كانو على معرفة تامة بنصوص كتبهم ، واطلاع على أدق التفاصيل لديهم ، أمثال حجة الإسلام الغزالي وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهما من الأوائل. وهذا مما يدعم فكرتنا التي نسعى إلى تحقيقها. ومعلوم أن مثل هذه المكتبة التي أطلقنا عليها تجوزاً (حوار الأديان) لا يؤمها عادة إلا طلبة العلم النابهون ، والبحثة المؤلفون ، الذين لهم باع في العلم ، وطول زمان في الطلب.

أخيراً:

فإن هذه المكتبة لها آثار إيجابية مستقبلية ، يعرف هذا كل من له نظرة ثاقبة وذكاء وقاد ، والعلم مطلوب لأجل ذاته.